البيان التأسيسي للكتلة الوطنية السورية
4/2/20251 min read


أيها الشعب السوري العظيم،
في ظل ما تعيشه سوريا من محن وأزمات متراكمة، وفي مواجهة الانقسام والشرخ المجتمعي الحاصل وظهور بوادر الهيمنة والاستبداد، فإننا، و إيمانًا منا بمبادئ ثورتنا العظيمة وتضحيات شعبنا الهائلة من أجلها وحرصًا على الحفاظ على مكتسبات ثورتنا العظيمة والإصرار على عدم الترنح عن مبادئها وإكمال تحقيق جميع أهدافها. وعلى خطى الآباء المؤسسين نعلن اليوم عن تأسيس تيار الكتلة الوطنية السورية، كمشروع وطني ديمقراطي جامع، يؤمن أن خلاص سوريا لا يكون إلا باستعادة مفهوم الدولة الوطنية الحديثة، القائمة على المواطنة والعدالة والحرية والكرامة الإنسانية.
لقد آن الأوان لنقول بوضوح: لا خلاص لنا كسوريين إلا بالتوحد خلف مشروع وطني يرتقي فوق الطوائف والمذاهب والإثنيات والمصالح الضيقة، مشروع يعيد لسوريا مكانتها كدولة مدنية حديثة، قائمة على مبدأ المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان. ونحن نؤمن أن هذا المشروع الوطني هو السبيل الوحيد لتحقيق سيادة الشعب السوري وتقرير مصيره بعيدًا عن التدخلات الخارجية، ومشاريع الهيمنة الدينية أو العسكرية أو الخارجية التي مزقت البلاد و عمقت جراحها.
ونؤكد في تبار الكتلة الوطنية السورية التمسك بمبادئنا الأساسية، وهي:
المواطنة أولاً: نحن نؤمن بأن حقوق وواجبات جميع السوريين يجب أن تكون متساوية، دون تمييز على أساس الدين أو العرق أو الطائفة أو المذهب. المواطن
السوري هو أساس الدولة، والمواطنة المتساوية هي أساس بناء سوريا المستقبل.
الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة: نحن نؤمن بأن الديمقراطية هي الخيار الوحيد لتنظيم العلاقة بين الشعب والسلطة، ويجب ضمان فصل السلطات،
واحترام إرادة الشعب، وتداول السلطة بشكل سلمي، بعيدًا عن الاستبداد وكل أشكال الديكتاتورية.
مدنية الدولة: نرفض خلط الدين بالسياسة، ونحن نسعى لبناء دولة مدنية حديثة تقوم على مبدأ احترام الحريات الفردية والجماعية، وتحترم كافة حقوق الإنسان في إطار سيادة القانون.
سيادة سوريا واستقلال قرارها الوطني: نرفض كل أشكال الاحتلال والتبعية، ونؤمن بأن سوريا هي للشعب السوري وحده. نلتزم بالدفاع عن سيادة الأراضي السورية، ونرفض أي تدخلات أجنبية أو محاولات لفرض وصاية على قرارنا الوطني.
العدالة والكرامة والحرية: نرفض كل أشكال القمع والاستبداد والفساد، ونسعى لبناء دولة تحترم حقوق الإنسان، وتضمن تحقيق العدالة الانتقالية والاجتماعية، مع الحفاظ على كرامة جميع المواطنين.
وحدة الأرض والشعب: سوريا واحدة، موحدة أرضًا وشعبًا. نرفض أي مشاريع تقسيم أو حكم فئوي أو مناطقي، ونعمل على تعزيز التماسك الاجتماعي والحفاظ على وحدة النسيج الوطني السوري.
حقوق الجميع: نؤكد على ضمان حقوق المرأة والتمثيل العادل لها، وحقوق الشباب وأصحاب الاحتياجات الخاصة والفئات المهمشة في المشاركة السياسية والاجتماعية. نسعى لتعزيز دور المجتمع المدني وتمكينه ليكون جزءًا فعالًا في بناء سوريا المستقبل.
التنمية المستدامة: لا إهمال للاقتصاد، فلا يمكن البناء إلا من خلال اقتصاد وطني متوازن. نلتزم ببناء اقتصاد يسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة في كافة المجالات، ويعزز من قدرة المواطن على العيش الكريم.
السلم الأهلي: سبيلنا ينطلق من مبدأ الحفاظ على السلم الأهلي، وبناء التماسك الاجتماعي. نؤمن بأن وحدة الشعب السوري في تنوعه هي سر قوتنا، وأن السلم الأهلي هو الأساس لضمان استقرار البلاد.
رؤيتنا:
نسعى إلى بناء كتلة وطنية واسعة تضم جميع القوى السياسية، والاجتماعية، والفعاليات المدنية، والشخصيات الوطنية التي تتفق مع مبادئنا. نعمل معًا من أجل إنقاذ سوريا وفتح الطريق نحو انتقال سياسي شامل، يحقق تطلعات السوريين في الحرية، العدالة، والمساواة. هدفنا هو بناء دولة ديمقراطية مدنية حديثة تحفظ حقوق جميع مواطنيها وتضمن التعايش السلمي بين مكوناته المتنوعة.
نداؤنا:
ندعو جميع السوريين، في الداخل والشتات، للانضمام إلى الكتلة الوطنية السورية لنكون صوتًا واحدًا في مواجهة الاستبداد، والتطرف. ونعاهد الشعب السوري العظيم أن نعمل معًا لتحقيق انتقال سياسي حقيقي يفتح أمام وطننا الطريق نحو دولة ديمقراطية مدنية تعيد لسوريا مكانتها وتضمن كرامة وحريات كل أبنائها.
خاتمة:
في الكتلة الوطنية السورية، نؤمن أن الطريق إلى سوريا جديدة لن يكون سهلًا، ولكنه الطريق الوحيد الذي يستحق أن نسلكه معًا. نلتزم بإرساء مبدأ المواطنة المتساوية، ونعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية، وبناء دولة قائمة على سيادة القانون وحقوق الإنسان والحرية.
عاشت سوريا حرة، أبية، موحدة